top of page
  • إبراهيم صلاح الدين أمهيل

فنزويلا بين معارضة عازمة على الصمود بالشوارع وحكومة تعلق الأزمة على شماعة “المؤامرة الخارجية


كراكاس – دخلت موجة الاحتجاجات التي تشهدها فنزويلا شهرها الثاني مخلفة حصيلة ثقيلة تمثلت في مقتل 39 شخصا وإصابة المئات بجروح، واقع تحاول الحكومة التنصل منه وتعلق الأزمة الحادة بهذا البلد الجنوب أمريكي على شماعة “المؤامرة الخارجية واتهمت الحكومة الفنزويلية عبر وزارة خارجيتها، الولايات المتحدة بتمويل “مجموعات عنف” تابعة للمعارضة واصفة هذه المجموعات بالقيام ب”العصيان المسلح ويواجه نظام الرئيس نيكولاس مادورو، الغارق حتى النخاع في أزمة غير مسبوقة، احتجاجات ومسيرات شعبية اندلعت منذ مطلع أبريل الماضي، وقام بالتصدي لها من خلال اللجوء إلى العديد من الممارسات القمعية، كان آخرها تقديم المدنيين الموقوفين خلال هذه الموجة الجديدة من الاحتجاجات أمام المحاكم العسكرية وقد أدانت المعارضة والمنظمات غير الحكومية محاكمة عشرات المدنيين أمام محاكم عسكرية، معتبرين أن هذه المناورة من قبل حكومة مادورو إنما تروم كبح جماح الاحتجاجات وبنفس لغة الادانة، وصفت النائبة العامة، لويزا أورتيغا، هذا الاجراء بكونه “غير ديمقراطي وينتهك الحقوق الأساسية لمحاكمة عادلة من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية، لويس ألماغرو، إن “محاكمة المدنيين من قبل الجيش تعتبر من “ممارسات الدكتاتوريات وكانت المدعية العامة قد انتفضت ضد قرار المحكمة العليا مصادرة صلاحيات البرلمان، الذي تهيمن عليه المعارضة اليمينية، وحرمان النواب من حصانتهم، ما أثار استياء داخليا ودوليا، وهو ما دفع المحكمة إلى التراجع عن قرارها. وينتقد السياسيون الفنزويليون استمرار الممارسات غير الديمقراطية في هذا البلد الجنوب أمريكي. وفي هذا السياق تعتبر النائبة البرلمانية ماريلا ماغالانيس أن “النظام القائم في البلاد لم يعد استبداديا، بل أصبح دكتاتوريا وتقول البرلمانية الفنزويلية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “القوات الأمنية تقمع بطريقة إجرامية المظاهرات الاحتجاجية مما يخلف مصرع العديد من الشباب”، مشيرة إلى أن العشرات من القتلى يسقطون ليس في كراكاس فحسب، ولكن أيضا في مدن أخرى، بسبب “القمع الوحشي للنظام وتعليقا على إعلان نيكولاس مادورو، إنشاء جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد للبلاد ليظل متشبثا بمقعده، اعتبرت عضو “الجمعية الوطنية” (البرلمان) أن ذلك “غير قانوني على اعتبار أن الشعب الفنزويلي وحده من يحق له الدعوة إلى إنشاء جمعية تأسيسية وحسب ماغايانيس، فإن هذه المحاولة الرامية إلى تعديل دستور البلاد ليس لها من هدف سوى “إرساء ديكتاتورية إجرامية في فنزويلا وفي تقدير النائبة الفنزويلية، فإن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة، التي تعصف بالبلاد منذ أزيد من ثلاث سنوات، يمر حتما عبر صناديق الاقتراع وتعزيز الديمقراطية من خلال فصل فعلي بين السلط وأضافت أنه على الرغم من استمرار الأزمة، وسوء التغذية، ونقص الأدوية والأطعمة، فإن “أقلية فاسدة عازمة على البقاء في السلطة”، مشددة أنه بالمقابل “سنظل نحن في الشوارع ..وسنبقى هناك حتى عودة الديمقراطية إلى فنزويلا”. ومن الأرقام التي تعكس حجم الأزمة التي يعيشها البلد الكاريبي هناك تسجيل ارتفاع معدل وفيات الاطفال بواقع 12ر30 بالمائة سنة 2016 مقارنة بالسنة التي قبلها. كما تعاني البلاد التي فقدت الكثير من مواردها المالية بسبب تراجع أسعار النفط، من نقص حاد في الغذاء والدواء ينضاف إليه تضخم كبير قدره صندوق النقد الدولي في حدود 720 بالمائة عند متم السنة الجارية وأمام هذا هذا الواقع المرير والأزمة الخانقة، اختارت المعارضة النزول إلى الشوارع في مسيرات شبه يومية للمطالبة برحيل مادورو الذي يرى أن ما يحدث في فنزويلا إنما هو بفعل فاعل من خارج حدود البلاد

بقلم : إبراهيم صلاح الدين أمهيل وكالات

bottom of page